الصفحة الرسمية للشيخ أبي بصير الطرطوسي
2.48K subscribers
1.22K photos
38 videos
114 files
475 links
الصفحة الرسمية للشيخ عبد المنعم مصطفى حليمة
كاتب وباحث
Download Telegram
أحياناً ينزلُ البلاءُ لمقَاصِد عِدَّة معَاً: كأن ينزلُ بلاءٌ بشَخْصٍ اختباراً له، ورَفعَاً لمقامَاتِه ودرجاتِه في الجِنَان، وفي نفسِ الوَقْت يَكُونُ طَهُورَاً له، وعقُوبةً لغَيرِه، وعِبرَةً وعِظَةً للغافِلين، ونَذِيراً للظالمِين، وتمحيصَاً للمؤمنين .. عَلِمَ ذلك مَن عَلِمَ، وجَهِلَ ذلك مَن جَهِل.
الرِّضَا مُعْتَكَفُ المؤمِنِين.
ممَّا يُرَقِّقُ الطَّبَائِعَ، النَّظَرُ في الطَّبِيعَةِ، والآيَاتِ الكَونيَّةِ.
الذي لَا يَعِيشُ السَّلامَ في نَفْسِه؛ لا يُعْطِيه للآخَرِين!
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ ]؛ كُونُوا كَثِيرِي وشَدِيدِي القِيَامِ بحقُوقِ اللهِ تعالى عَليكُم، مِن غَيرِ تَرَاخٍ، ولَا تَكاسُلٍ، ولَا تَواكُلٍ .. قَوَّامِينَ للهِ في العِبادَةِ، والتَّوجُّهِ، والإخْلاصِ .. قَوَّامِينَ للهِ في الغَضَبِ، والرِّضَى، والسُّخْطِ، لَا تَأخذُكُم في اللهِ لومَةَ لائِمٍ .. قَوَّامِينَ للهِ في الحُبِّ والكُرهِ .. قَوَّامِينَ للهِ في الحُكْمِ والشَّهادَةِ، [ شُهَدَاء ]؛ على أنفُسِكُم، وغَيرِكُم، [ بِالْقِسْطِ ]المائدة:8. بالعَدْلِ، فلا تُحَابُون في الحقِّ أحَدَاً.
لَا شَيءَ مِن سَعَادَةِ الدُّنيَا يَعْدِلُ المرأَةَ الصَّالِحَة، ولا شَيءَ مِن شَقَاءِ الدُّنيَا يَعْدِلُ المرْأَةَ الطَّالِحَة!
ودَدْتُ من إخْواني لو يَتَرفَّعُون عن شَتْمِ المخَالِفِين .. الشَّتَائِمُ تُسِيءُ للفِكْرَةِ القَويَّةِ الصَّحِيحَةِ .. وتَوصِيفُ المبطِلِين بما فِيهم مِن باطِلٍ ليسَ شَتْمَاً!
عندما تخدُمُ الآخَرِين؛ فأنتَ لا تَبتَعِدُ كَثِيرَاً عِن خِدْمَةِ نَفْسِك!

اهتِمَامُك بالآخَرِين؛ اهتِمامٌ بِنَفْسِك.
لولا الجُبّ، لما أصبَحَ يوسفُ عليه السلام سَيداً آمِرَاً على مصر وخزائنِها؛ فكم من ضارَّةٍ فيها خَيرٌ كثيرٌ وأنتَ لا تَدْرِي، وكَمْ مِن خَيرِ مُخبَّأ لك لا تُدرِكُه إلَا بعدَ نوعِ شِدَّةٍ وبلاءٍ يَنزلُ بِك!

مِنَحٌ من غَيرِ جَهدٍ، وجِهَادٍ، وبَلاءٍ .. رَجَاءُ المتوَاكِلِين!
[ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ]الشورى:37. كُلما كان العَفْو أقرَبَ إلى لحظَةِ الغَضَبِ، كان أفضَلَ، وأعظَمَ أجْرَاً .. العَفْو عِندَ انطِفَاءِ الغَضَبِ وانقضَائهِ الكلُّ يُحسِنُه، بخلافِ العَفو عِندَ الغَضَبِ، والغَضَبُ في أوَّلِه!
[ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ]الحج:77. الخيرُ؛ هو كلُّ مَا يُرضِي اللهَ تعالى ويحبُّه مِن قَولٍ أو عَمَلٍ، كان ظَاهِراً أم باطِنَاً .. ومَا سواه فهو شَرٌّ لَا خَيرَ فِيه .. هَذا هو الميزَانُ ـ وليسَ سِواه ـ الذي إليه تُرَدُّ معاني الخَيرِ والشَّرِّ .. ويُعرَفُ الخيرُ مِن الشَرِّ .. ويُحكَم على الأشياءِ والأعمَالِ بأنَّها خَيرٌ أو شَرٌّ.
الحُبُّ النَّكِد؛ إذَا أقْبَلْت على محبُوبِك أدْبَرَ، وإذَا أَقْبَلَ عَلِيك أدْبَرْت!
مَن رأيتمُوه يُفسِّر ما يحصلُ له مِن بَلاءٍ وانتِكاسَات، على أنَّه حسَدٌ، وتحاسُد، ويَردُّ خِلافاتِه مع الآخَرين، وخِلافَ الآخَرين معه للحسَدِ والتّحَاسُدِ .. فاعلَمُوا أنَّه حَسُودٌ جَلْد!
ثَلاثَةٌ إن لم تَعِظْكَ، فلن تجدَ لكَ واعِظاً: الإسْلامُ، والشَّيبُ، والموت.
تَعِبَ الأجدادُ حتَّى وصَلَ الدينُ إلينَا نقيَّاً كامِلاً .. وحتَّى يصِلَ هذا الدِّينُ إلى أبنائِنَا، والأجيالِ التَّالِيَةِ كما وصَلَ إلينَا، لا بدَّ مِن أن نتعَبَ كمَا تَعِبُوا، ونُجَاهِدَ كمَا جَاهَدُوا.

[ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ]النساء:58. مِن أَعظَمِ الأمَانَات التي أُمِرْنَا أن نؤدِّيَها إلى أهْلِهَا كامِلَةً، أمَانَةُ الدِّين.
هذا البطل العالِم الكبير، رائد الفضاء محمد فارس .. قد آثر أن ينحاز إلى قضية وثورة شعبه ضد الطاغية الظالم .. هو الآن في ذمة الله، قد مات غريباً مهاجراً .. رحمه الله، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته.. ولأهله ومحبيه أحسن العزاء.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.. وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ]النحل:53. كلُّ النّعَمِ المحيطَةِ بكَ، والتي تتمتَّعُ بها؛ الظاهِرةِ والباطِنَةِ، مَا تَعلَمُه ومَا لا تَعْلَمُه، فهي على الحقِيقَةِ مِن اللهِ .. فَلا تَشكُرْ المخلُوقَ؛ الوسيلةَ أو السَّبَبَ المبَاشَر ـ والذي هو أيضَاً من مُلْكِ، وتَقْدِيرِ، ونِعَم الخَالِق سُبحَانه ـ لما أنت فيه مِن النّعَم .. وتَغْفَل عن شُكْرِ اللهِ مَالِك وخَالقِ النّعَم، والذي تفضَّل بها عليك على الحقَيقَةِ .. وهو كما منَحَكَ إيَّاهَا قادِرٌ على أن يَسلبَها مِنك وقتَمَا يَشَاء .. فتَكُن كمَن يردُّ الفضْلَ إلى غيرِ أهْلِه!
المُتَسَابِقُ يخسَرُ السِّبَاقَ عِندَمَا يُكْثِرُ الالتِفَاتَ إلى الوَرَاءِ!
وأنتَ تَتَسَلَّقُ القِمَمَ لَا تَنظُرْ إلى الأسْفَلِ؛ فتَقَع!
الغِيبَةُ تُقَلِّلُ مِنْ قَدْرِكَ لَدَى سَامِعِيك!